زيتونة ازواغر بفريانة..شجرة تخطت الألف سنة وجاوز طولها 10 أمتار
"هذه الشجرة المباركة تعتبر إحدى المكونات المركزيّة لمنطقة البَلَد بمعتمدية فريانة من ولاية القصرين، لا أبالغ إن قلت لكم إنّ الأهالي يعاملونها معاملة الإنسان، منذ مئات العقود.."، هكذا عرّف عادل سعداوي، واحد من ورثاء جزء من الأرض التي تنتصب فوقها "زيتونة ازواغز" شامخة، منذ مئات السنين، الشّجرة التي ارتبطت ماديا وخصوصا وجدانيا، بسكّان المنطقة.
وأشار عادل سعدواي من تحت الزيتونة الشامخة بفروعها المترامية الأطراف، وبجذعها السميك، إلى أن أصل تسمية الزيتونة أمازيغي وإلى أن عمرها يناهز الألف سنة، وفق روايات شفوية تناقلت أبا عن جد في حي البلد.
رواية أكدها عدد من العاملين على مجال التراث والتاريخ، لموزاييك، خصوصا في ظل غياب تجارب علمية محددة تستطيع تحديد عمر "زيتونة ازواغز" بدقة.
فيما ذُكر في عدد من المراجع التاريخية، رغم ندرتها، والمستندة بدورها على روايات شفوية، أن عمر شجرة البلد قد يتجاوز ال500 سنة، مع التشديد على قدسية هذه الزيتونة لدى سكان المنطقة، وارتباطها بماهو روحاني أو أسطوري.
بدوره، يركّز عبد الوهاب سعداوي، أحد سكان منطقة البلد، في تصريحه لموزاييك، على أن امتداد "زيتونة ازواغز" قد يعود إلى الفترة الرومانية (أي إلى حوالي 2000 سنة)، مشددا على أن طول الشجرة يفوق 15 مترا فيما يتجاوز عرضها العشرة أمطار.
فيما يؤكد عبد المجيد سعداوي، أحد القاطنين بجوار الشجرة المذكورة، أن الزيتونة تنتج منذ مئات السنوات زيتونا وفيرا، مرة كل سنتين، يستخرج منه زيتا بلون أبيض وبحموضة لا مثيل لها، مرجحا أن يكون لذلك علاقة بسنها وعراقتها.
وطالب سكان المنطقة بضرورة العناية بزيتونة ازواغز وحماية محيطها بسياج يمكّن من ريّها، دون التسبب بخسائر في جدران الأجوار ، لقيمة الشجرة ولأهميتها التاريخية والوجدانية لدى سكان فريانة.
برهان اليحياوي